حبيبي والفصول

مني اقْتَرِب ....
اقترب أكثر و أكثر، هنا أهديك سحري فأنوثتي ... مرمر
و هنا سأمسح الهموم، وأغلق باب الأحزان
و أعزمك لنرشف من الحبِّ... فنجان..

لا تتردد فهنا ابتسامة، و هنا حنان قلبي سيسلبك الكلام،
لن تستطيع سوا الاقتراب خطوة فخطوة للأمام،
إلى حبيبتك التي طوت الأيام في إسورةٍ تزين بها اليد التي قبّلتها ذاك المساء...

أنا كالخريف، أموت كالأحزان بين يديك محترقة،
حين تدندنُ بسلام أغنيةَ في الحب،
وحين تلمسني أطراف أصابعك لتداعبني بحنان...
أجدُ فيك أمي و أبي و إخوتي ووطني وكل الأحبة....
وأجد فيك الحزن الذي أعشقه بجنون،
كم أتمنى أن تفارقني حياتي و أنا أتشبّث بصدرك كالهموم....

أنا نايك الحزين...
هيا دقّ على أوتار جسدي "لا للدموع"
فأنا بحاجة لأن أعلم معنى "لا للدموع".....
كلّ يومٍ كان ينتهي بنا الطريق إلى حبيبين ضاقت بهما سعادة الحياة،
فلفظتهما حيث الأحزان و الدموع،
كل يوم كان يأمرنا كلّ شيءٍ بالفراق،
فنأتي إلى هذا المكان حيث وعدٌ جديد و اتفاقٌ أكيد
أننا كالروح لا تفارق بعضها،
قد تفارق الروح الجسد لكننا روح وحسب...

اليوم سأحفر على ذراعك "ضابط الإيقاع"
فيدك تضبط بلمساتها إيقاع نبض قلبي...
أحبك... أحبك... يا حبي المستحيل...

فأنا كالشتاء، أُمْطِركَ بالحنان،
دفء الشتاء لا يناظره مثيل،
ارْتَجِفْ لكن قليلاً فرعشات جنوني تدفئك،
دعنا يوماً نغضبُ كما يفعل السحاب،
لكن معاً و مع الغرام ومع الهيام ضد الدموع و الأحزان...

هيا حبيبي بعنفٍ لنكسر العهود ،
اليوم نحن و من نريد سنعيش في سلام
رغماً عمّا كسر من أحلامٍ تحت أقدام الأوهام،
اليوم إعصاري سيجرفُ قلبك الصافي الحنون،
و سأرقص فوق جليد صبرك بجنون...

أحبك كثيراً و أعشقك يا حبيب، هيا لنمطر سروراً للجميع...

أنا كالربيع... وردي تفتح يا حبيب،
شفتاي تضطربُ احمراراً ويداك حولي كالشفق،
لنغيب عن دنيانا، إلى أبد الأبد... لنحترق معاً أو نذوب...
لا ترتعش فدفء اشتياقي سيصهر من حولك جليد الشتاء،
سيسعدك و يجعلك كما تريد...

لا تقطف من شفتيّ وردةً وردة يا مقتصد،
أتخشى أن أفنى؟! و نسيت أننا ارتبطنا في الحياة و الممات !!
هيا اقترِبْ يحزنني ألم عينيك،
ابتسم فأنا جزاء صبرك يا حبيب،
لستُ اختباراً كي تخشى السقوط،
ولا نزوةً تفرحكَ قليلاَ ثم تموت،
أنا مستقبلٌ فيه كل الأحلام،
وعيونٌ بالمحبة والعشق تنام،
هيا... رتِّب ما نثرتَ فيه الفوضى من ورود،
ولا تخف عليّ فأنا كيانك.... ألا تذكُرْ؟ كيانك المعهود...

أنا كالصيف، فإن ثقلت همومك احمل بعضك وارتحل،
و تعالَ إلى حبيبتك حيث تقضي العطلة...
الكحل في عينيّ يخربه دوماً بكائي ...
كحلي مغشوشٌ إذاً و أريد كحلاً آخر يصنعه قلبك المشمس
و ذهنك الصافي، هيا بيديك ارسم لي عيناً جديدة،
ترى حروفك و فوقها شفاهك سعيدة...
نضجت كروم حبنا في صيفنا السعيد،
و عدنا نحترق مجدداً بحبال شمسنا،
هيا.. أرجحني بين شوقك و حنينك و الهيام...
هيا نلعب معاً لعبةً في الغرام...
هيا نتسابق من منّا أسرع شوقاً...
هيا نتعارك خذ قلبي و آخذ قلبك...
هيا لنعوم فشمسُ حبنا أحرقتنا، لنبرِّدَ هذي الشجون ببركة الحنين...

ليلُ صيفي جداً دافئ يداعبه النسيم،
و في حضنك أتقلّب ليلاً حيث من تعبي أنام،
و ترسم عيونك الحائرة اسماً لي،
لا تجمع أحرفاً يبتئس بها طعم الغرام،
إنْ جعلتكَ الأيام يوماً تفتقد الهيام...
ناظر عيوني فلديّ أربعة من الفصول....

أما زلت تنتظر...
هيا اقترب حبيبي مني اقترِب أكثر....
هيا اقترب حبيبي فأنوثتي مرمر

قصيدة روعة تسلم ايدك