فإننا نستنكر نشجب الاعتداء المشين على ذات رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أو على باقي المرسلين،
كيف وقد هدى الله بهم من الضلالة وأعلم بهم من الجهالة وأرشد بهم من الغواية وفتح بهم أعينا عميا وآذاناً صمّا وكثّر بهم بعد القلّة وأعز بهم بعد الذلة وأغنى بهم بعد العيلة، فهم الرحمة المهداه والنعمة المسداه وعلى رأسهم رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -
محمد صفوة الباري ورحمته *** وبغية الله من خلق ومن نسم
إنه مفخرة البشرية كما قال شبرل عميد الحقوق في جامعة فينا في مؤتمر الحقوق عام 1937م (إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد - صلى الله عليه وسلم - لها إذ أنه رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي سنة).
وعليه فإننا نؤمن بجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ونتمنى لجميع البشرية الهداية والخير والصلاح ولا يتم لهم ذلك إلا باتباع منهج الله كما نكف عن سبهم حتى لا يقعوا في سب ربنا أو ديننا كما قال الله - تعالى -" ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " وإن سب نبينا - صلى الله عليه وسلم - والتنقص منه وإيذاءه حياً وميتاً دليل ما تكنه القلوب المريضة من عدم علم وجهل بحقيقة هذا النبي العظيم - صلى الله عليه وسلم - وما أتى به من الخير والرحمة، كيف وقد قال (كارليل) في كتابه الرسالة المحمدية (لقد اصبح من أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي لما يظن من أن دين الإسلام كذب وأن محمداًَ خدّاع مزور وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أدّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير).
وأما واجبنا تجاه نبينا - صلى الله عليه وسلم -:
أولاً: محبته من القلب ويتولد عن ذلك طاعته " وإن تطيعوه تهتدوا ".
ثانياً: اتباعه " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ".
ثالثاً: تحكيمه في حياتنا " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ".
رابعاً: كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالبخيل من ذُكر عنده رسول الله ولم يصل عليه.
خامساً: سؤال الله له الوسيلة.
سادساً: قراءة سيرته وتعليمها لأبنائنا ونشرها بين الناس.
سابعاً: حب آل بيته - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم والتقرب إلى الله بذلك.
ثامناً: حب أصحابه - رضي الله عنهم - والدفاع عنهم وعدم التعرض لما شجر بينهم.
تاسعاً: ترك مخالفة أوامره " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ".
عاشراً: ترك الغلو فيه والابتداع في الدين تحت مسمى حبه كمثل الاحتفال بميلاده وحصر محبته فيما يقام في هذه الليلة من ابتهالات.
الحادي عشر: تتبع آثاره صلى الله وإحياء سنته وإظهارها والاعتزاز بها.
الثاني عشر: الدعوة لدينه ونشر سنته بين الناس.
وختاماً نسأل الله الخير والتوفيق والهداية للعالمين